الأمم المتحدة: سكان شمال غزة يكافحون من أجل البقاء أحياء
الأمم المتحدة: سكان شمال غزة يكافحون من أجل البقاء أحياء
أكد المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوغاريك، أن سكان شمال غزة يعيشون أوضاعًا مأساوية، يكافحون فيها للبقاء على قيد الحياة بعد أكثر من 40 يومًا من الحصار الإسرائيلي المترافق مع قصف مستمر ودمار واسع النطاق.
وأوضح دوغاريك، في تصريحات نقلها مركز إعلام الأمم المتحدة، الأحد، أن المناطق المحاصرة مثل بيت لاهيا تعاني من غياب كامل لخدمات الإنقاذ، ما يزيد من تفاقم الأوضاع الإنسانية.
وقال دوغاريك، إن عمليات الإغاثة في غزة تواجه عقبات كبيرة، خاصة في محافظتي رفح وشمال غزة. وأضاف دوغاريك: "القيود المستمرة على تسليم المواد الغذائية والإمدادات الطبية والوقود اللازم لتشغيل آبار المياه تزيد من تدهور الوضع الإنساني".
وفي السياق، أفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، بأن السلطات الإسرائيلية أعاقت نحو ثلثي البعثات الإنسانية المخطط لها خلال الأسبوع الماضي، حيث تم رفض بعضها أو إلغاؤه لأسباب أمنية أو لوجستية.
المدنيون بين النزوح والقصف
وكشف “أوتشا” أن 40 عائلة في النصيرات فقدت منازلها إثر قصف مدرسة كانت تستخدم كملجأ، ما أدى إلى مقتل 7 أشخاص، بينهم طفلان.
وبعد الهجوم، زار فريق من مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية المنطقة لتقييم الأوضاع وحشد المساعدات.
وأشار دوغاريك إلى أن الفلسطينيين في جميع أنحاء غزة بحاجة ماسة إلى مأوى يحميهم من الأمطار والبرد، مع اقتراب فصل الشتاء.
وأضاف: "شركاؤنا يوزعون الخيام والأقمشة المشمعة، لكن هذا يغطي جزءًا بسيطًا من الاحتياجات".
إغاثة إنسانية محدودة
وفقًا لبيانات الشركاء العاملين مع الأمم المتحدة، تم توفير أكثر من 36 ألف قطعة قماش مشمع جاهزة للإدخال إلى غزة، وهي كافية لنحو 400 ألف شخص.
ووزع الشركاء وجبات ساخنة على 57 ألف نازح، وقدموا المياه النظيفة لنحو 18 ألف شخص، بالإضافة إلى خدمات تنظيف لنحو 29 ألف نازح في 47 ملجأ.
ورغم هذه الجهود، أشار دوغاريك إلى أن الوضع الإنساني في غزة لا يزال كارثيًا، مع وجود مئات الآلاف من النازحين الذين يعيشون في ظروف مأساوية داخل مواقع مؤقتة أو مبانٍ متضررة، مما يزيد من الاحتياجات الإنسانية العاجلة.
جهود لتحسين المياه
ونفذ الشركاء العاملون في مجال المياه والصرف الصحي مهمة استغرقت يومين في مدينة غزة لاستكشاف إمكانية توسيع نطاق أعمال تحلية المياه، كما تم تنظيم جلسات إرشادية للنساء في مواقع النزوح لتحسين الدعم النفسي والاجتماعي.
يبقى الوضع الإنساني في غزة مأساويًا، مع استمرار الحصار والقصف، ما يفرض تحديات هائلة على الجهود الإنسانية، بينما تتفاقم معاناة السكان وسط انعدام الحلول السياسية.